
يتعرض متابعي الأنمي “الرسوم المتحركة اليابانية” لكثير من الانتقادات تصل للسخرية في بعض الأحيان، وبعض متابعي الأنمي قد يتعرضوا للتنمر والنبذ من محيطهم الاجتماعي، وأن كان هذا يحدث أكثر في البلد المنتجة للأنمي نفسه لاختلاف النظرة والتعريف بالأوتاكو لديهم عن مجتمعات أخرى، خاصة لدى الجمهور العربي، لكن هذا ليس موضوعنا الآن على أي حال.
تعود هذه الانتقادات لعدم المعرفة الحقيقية لعالم الأنمي، وللصورة المغلوطة عنه، فأما أن يراه البعض مجرد أعمال لا تصلح إلا للأطفال، أو يرى آخرون أنها أعمال شديدة العنف والدموية، والنظرة الأكثر ظلمًا للأنمي أنه لا يقدم إلا المشاهد الجنسية أو الـFan Service، ومن المضحك هنا أن الأنمي يتم وصفه بأوصاف متناقضة ويتم تصنيف متابعيه من الزاوية التي يعرف بها المنتقد عن الأنمي دون محاولة النظرة إلى الصورة كاملة، أوإلى تعدد أوجه الأنمي وما يقدمه، وأنه لا يقتصر على تصنيف أو عدة تصنيفات فقط، بل لن أبالغ بوصف الأنمي بعالم هائل متعدد الأوجه حيث قد تمضي سنوات في متابعته ولازلت تشعر أن هناك المزيد لاكتشافه، ولعل هذا ما يجعل شعبيته وجمهوره في توسع مستمر بلا اكتراث لأي انتقاد أو سخرية.
والسؤال هنا، ما الأسباب التي تجذب الجمهور للأنمي بمعدل متزايد، ولفئات عمرية مختلفة تجاوز الكثيرين منهم سن الطفولة منذ زمن، سأضع فيما يلي أهم الأسباب التي أراها في نفسي وفي من يحيط بي من محبي الأنمي، ليس في محاول لجذب جمهور جديد، أو للدفاع عن ما نفضل، ولكن في محاولة لايضاح الصورة ولتقارب وجهات النظر، كما هي اجابة لكل من لديه فضول عنا.
الرسومات

العين تعشق قبل القلب أحيانًا، وبغض النظر عن مدى اتفاقي مع هذه الجملة في المجمل، إلا أنه في وصف الأنمي فد أتفق معها بنسبة كبيرة، فرسومات الأنمي الياباني بشكل خاص لها جاذبية للنظر وسحر خاص يختلف عن أي رسومات متحركة أخرى، كما أن الاتقان في رسم الخلفيات يمتع نظرك بلوحات رائعة الجمال، لعلك تخطئ وتظنها لوحة لمنظر طبيعي من شدة ابداعها.
الأداء الصوتي

الأنمي هو الأكثر نجاحًا ومبيعًا في اليابان، لذا نشهد اهتمام كبير بكل تفاصيله، وعلى رأس قائمة هذه الاهتمامات الأداء الصوتي، الذي هو وسيلتنا لمعرفة الشخصيات ومعايشة انفعالاتها من خلال الصوت وطبقاته جنبًا إلى جنب مع دقة رسم التعبيرات، لهذا لم يكن من العجيب وجود مدارس لدراسة الأداء الصوتي تخرج لنا مبدعين قادرين على إثارة ذهول المستمعين بقدراتهم المذهلة على ايصال مشاعر الشخصية وما تمر به، واكتساب جمهور كبير من محبي الأنمي يتتبع أصوات محددة استطاعت أن تثير اهتمامهم للاستماع أكثر للشخصيات التي يؤدونها صوتيًا.
اختفاء الخط الفاصل بين الواقع والخيال

حينما تتابع عمل درامي حي تضع في بالك دومًا القدرات الحقيقية التي يستطيع الممثل القيام بها وما تكمله المؤثرات في ما هو فوق قدراته ليخرج المشهد لك بهذه الصورة في النهاية، لكن من خلال متابعة الأنمي فلا حدود لما يمكن للشخصية القيام به، أنت على استعداد لقبول الشخصية المرسومة لك بقدراتها والتمتع بالقتال كما هو دون الشعور بأن ما يعرض لك مبالغ فيه وليس حقيقيًا.
الشخصيات النسائية ليست للدعم فقط

في حين تعاني الدراما الحية من قلة البطولات النسائية، أو الموضوعات التي تناقش قضايا المرأة بكم مقبول على الأقل، نجد أن الأنمي يقدم تصنيفات وأعمال تقدم المرأة بشخصية قوية وأكثر استقلالية من مجرد ظهور داعم للبطل، بالطبع هناك تصنيفات تستخدم المرأة بشكل جنسي مبتذل، ولكن أيضًا لن ننكر الكم الهائل من الشخصيات النسائية الملهمة التي قدمها الأنمي، ولعل الأنمي وأعمال استوديو جيبيلي، على سبيل المثال لا الحصر، كان لها السبق في خلق شخصيات نسائية مستقلة ليست مهمتها الوحيدة في الحياة البحث عن فارس الأحلام وحصانه الأبيض.
عالم لا حدود له

مع تعدد التصنيفات التي يحتويها الأنمي الواحد، بالإضافة لتعدد التصنيفات النوعية والعمرية بشكل عام، ينتج احتمالات لا يمكن حصرها، ويفتح للمبدع في مجال الأنمي آفاق شاسعة لخياله يذهب به حيث يريد، ليخرج لنا انتاجات تجمع تصورات وأفكار متجددة باستمرار، ليجعل متابع الأنمي منتظر دومًا بتلهف لما هو غير متوقع، وخارج حدود المألوف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق